زهرة مصر

باب خير

سيدات القصر… بين الجحود ورسالة الإحسان

سمر نديم وسيدات القصر
أسماء عثمان -

في الجهة الأخرى من حياة سمر، كان هناك مشهد مختلف. بعض أبناء السيدات المقيمات في دار "زهرة مصر" لم يروا الأمور كما تراها هي. كانوا يهاجمونها، يرفضون تصوير أمهاتهم على السوشيال ميديا، ويقابلون الإحسان بالشتائم والاعتراضات.

سمر لم تغضب بقدر ما حزنت، وواجهتهم بكلمات خرجت من قلب مجروح:
"إنتوا خايفين من كلام الناس ومش خايفين من ربنا اللي وصّى على الوالدين إحسانًا؟ خايفين حد يتكلم عليكم ومش خايفين من عذاب ربنا؟"

كانت تعرف أن هدفها من التصوير لم يكن الشهرة، بل لعرض الحقائق أمام المجتمع، ولتشجيع الناس على مساعدة الأمهات اللواتي عانين من الإهمال أو التشرد.
ثم قالت لهم بكل وضوح: "مش عاجبكم؟ تعالوا خدوهم، بس وفروا لهم حياة كريمة. أنا مش مانعة، بس يكون بقرار نيابة، زي ما أنا أخدتهم من الشارع بمحضر رسمي".

تلك اللحظات أظهرت معدن سمر الحقيقي؛ فهي لا تتعلق بالأشخاص بقدر ما تتمسك بالمبدأ. بالنسبة لها، رعاية هؤلاء السيدات ليست تفضلًا، بل التزام أخلاقي وديني.
وبينما كانت تسمع اعتراضاتهم، كان في قلبها يقين أن من يعمل الخير لا ينتظر شكرًا من البشر، بل أجرًا من الله.