زهرة مصر

باب خير

أبناء سمر… إرث من الخير لا يصدأ

سمر نديم
أسماء عثمان -

في وسط كل ما مرت به سمر نديم من صعوبات، ظل هناك شعاع نور ثابت لا يخبو:أبناؤها.

تحكي سمر عنهم بعين يملؤها الفخر، وتصفهم بأنهم امتداد لرحلتها في الخير.
ابنتها الكبرى "راوضة" كانت دائمًا صاحبة قلب دافئ، تجمع ملابسها القديمة وتقول: "أنا هوزعها على المحتاج". لا تنتظر أن تطلب منها أمها، بل تبادر بنفسها، حتى أنها أحيانًا تشتري هدايا من مصروفها لتوزعها على من يحتاج.

الأمر نفسه مع ابنتها الصغرى، التي ورثت حب العطاء وكأنها وُلدت به، وابنها الذي يرى في مساعدة الآخرين شيئًا طبيعيًا مثل التنفس.
سمر تقول بفخر: "الحمد لله، زرعت فيهم حب العمل الخيري، ودي أمانة قدام ربنا. أنا شايفة فيهم زخر ليا في الجنة إن شاء الله".

لكن الأمر لم يكن مجرد تعليمهم العطاء، بل غرس القيم. سمر كانت حريصة على أن يعرفوا أن مساعدة الآخرين ليست منّة، بل واجب، وأن قيمة الإنسان تُقاس بما يقدمه لا بما يملكه.

في عيونهم، يرون أمهم وهي تسهر على راحة المحتاجين، وتكافح من أجل حياة أفضل للآخرين، فيكبرون وهم يرددون في سرهم: "إحنا عاوزين نكون زيها".

وسط الضغوطات، كان حب أبنائها للخير هو البلسم الذي يخفف عنها الألم. لم يكونوا مجرد أبناء، بل كانوا شهادة حية على أن التربية الصالحة يمكن أن تُخرج أجيالًا تحمل الخير في قلوبها، مهما كانت قسوة الحياة.