”زهرة مصر”… أكثر من دار رعاية: بيت دافئ يُعيد الحياة والكرامة لساكناته

في منشور مؤثر نشرته الكاتبة سمر نديم على صفحاتها الشخصية، ألقت الضوء على الدور الإنساني العميق الذي تقوم به "دار زهرة مصر"، مؤكدة أن الدار ليست مجرد مؤسسة تقدم الطعام والمأوى، بل "عائلة حقيقية وحضن دافئ" يعيد للنساء المحتضنات فيه إحساسهن بالحياة والكرامة.
وأوضحت سمر أن دار زهرة مصر لا تكتفي بتقديم الاحتياجات الأساسية، بل تسعى جاهدة لإحياء الأرواح التي أُنهكت من سنين الألم والتهميش، من خلال إشراك السيدات في أنشطة حياتية وفنية تُعيد إليهن الشعور بالقيمة والانتماء.
وسردت سمر موقفًا إنسانيًا بطلتُه السيدة "شهرزاد"، إحدى نزيلات الدار، التي استيقظت في وقت مبكر مرتدية المريلة ونزلت إلى المطبخ وهي تبتسم، لتحضر وجبة الإفطار بنفسها، في لحظة وصفتها سمر بأنها كانت مليئة بالفخر والسكينة، كأنها تحضّر الطعام في بيتها تمامًا.
وأكدت سمر أن الكثير من السيدات في الدار يُقبلن على الطهي والرسم والغناء، وهذه الأنشطة لا تُمارس لمجرد التسلية، بل تُعد شكلًا من أشكال "العلاج الإنساني"، تُعيد لهن صوتًا ظل صامتًا لسنوات.
واختتمت حديثها برسالة مفعمة بالحب والإصرار قائلة:
"إحنا مكملين… بكل حب… بكل إخلاص… لحد ما كل واحدة فيهم ترجع تحس إنها ست البيت من تاني."
"دار زهرة مصر" نموذج حيّ لمكان يُرمم القلوب قبل الجدران، ويُعيد تشكيل الأمل والكرامة في حياة نساء عرفن القسوة، وها هن اليوم يجدن الدفء والانتماء من جديد.