زهرة مصر

باب خير

”دار زهرة مصر”.. حين يتحول الألم إلى رسالة حياة

سيدات القصر
أسماء عثمان -

في منشور مؤثر لاقى تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، شاركت سمر نديم تجربتها الإنسانية العميقة التي ألهمت تأسيس "دار زهرة مصر"، مأوى للنساء اللاتي قست عليهن الحياة، وجدن فيه حضنًا دافئًا لا مأوى فقط.

تحت عنوان "حين صرتُ وطنًا لمن لا وطن لها"، كشفت نديم عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" أن إنشاء الدار لم يكن بدافع ريادة الأعمال أو استثمار اجتماعي، بل كان نابعًا من حاجة إنسانية داخلها، من وجع شخصي قديم، ومحاولة صادقة لمنح نساء أخريات ما كانت تتوق إليه في طفولتها: الأمان، والانتماء، والدفء.

قالت نديم في منشورها:

"لم أؤسس دارًا لأملأ بها فراغًا في سوق العمل، بل لأملأ بها فراغًا في القلب... قررت أن أزرع ما تمنّيته لنفسي في أرض نساء قست عليهن الحياة كما قست عليّ يومًا".

واعتبرت سمر أن كل سيدة وجدت طريقها إلى الدار لم تكن رقمًا ضمن مشروع خيري، بل كانت بداية حياة جديدة، وأن كل ضحكة انطلقت في أرجاء المكان كانت صدى لطفلة بداخلها طالما انتظرت من يعيد لها الحياة.

وتابعت قائلة:

"كل يدٍ أمسكتُ بها كي لا تسقط، كانت في الحقيقة تمسك بقلبي أنا وتعيد رفعه من قاع الانكسار... صرنا نتقاسم الألم، ونخيط بالحب ما تمزق في أرواحنا".

منشور سمر نديم لم يكن مجرد شهادة شخصية، بل شهادة ميلاد لمكان تحوّل إلى رسالة. "دار زهرة مصر" أصبحت رمزًا لاستعادة الكرامة، ولحكايات نهوض لا تُروى كثيرًا، لكنها تحدث كل يوم بصمت.

وختمت سمر منشورها بابتسامة امتنان:

"أنا لم أؤسس دارًا فقط، بل أنشأت عالمًا صغيرًا، يعيد للأنثى كرامتها واحتياجها للدفء بلا خجل... وهنا، لم نعد نعيش على الهامش، بل أصبحنا نكتب تاريخًا جديدًا للنجاة".