زهرة مصر

باب خير

وداع لن يُنسى.. سمر تودّع والدها بدموع لم يفهمها إلا قلبها

سمر نديم لحظة وداع والدها
أسماء عثمان -

في مشهد مؤثر تكسوه الدموع وتغلفه الحسرة، ودّعت سمر نديم والدها الحبيب، الرجل الذي لم يكن مجرد أب، بل كان وطنًا وسندًا وملاذًا لا يُعوّض. ارتجف صوتها بكلمة "بابا حبيبي" التي خرجت من أعماق قلب مكسور، تودّع بها روحًا صنعت منها جزءًا من كيانها.

لحظات الوداع كانت أصعب من أن تُحتمل، وقف الزمن عند عينيها وهي ترى والدها للمرة الأخيرة، ممددًا بلا حراك بعد صراع مع المرض، كانت تراقب كل يوم تراجع قوته، لكن قلبها كان يرفض التصديق، متمسكًا بأمل خافت أن يستفيق، أن يعود ليجلس في مكانه المعتاد، ويناديها بصوته الحنون.

سمر، المرأة التي عرفها الجميع بشموخها وصبرها، أظهرت لحظة الفقد أضعف ما في الإنسان، دموعها لم تكن مجرد حزن، بل انكسار روح فقدت أعز ما تملك. فقد كان والدها حضن الأمان، ورفيق الحياة، وصاحب القلب الطيب الذي لا يعرفه أحد كما تعرفه هي.

رغم الألم، تسلحت سمر بإيمانها، واستسلمت لمشيئة الخالق. كانت تردد الأدعية بصوت خافت، تدعو لوالدها بالرحمة والمغفرة، مستمدة من يقينها بأن من رحل، رحل إلى أرحم الراحمين.

الموقف لم يكن مجرد لحظة عزاء، بل درسًا إنسانيًا عن الحب الحقيقي، وعن الفقد الذي لا يُجدي معه صبر الكلمات. فقد سمر لوالدها سيبقى ندبة في قلبها، لكنها ستمضي تحمل اسمه، وذكرى حضنه، وتدعو له ما دامت الروح فيها.

رحم الله الفقيد، وألهم ابنته الصبر والسلوان.