سمر نديم... قلبٌ يتسع للألم والناس: أنقذت 8 أرواح من الشارع رغم محنتها الشخصية

حين يمرض السند... ولا تغيب الرحمة
بين أروقة المستشفى، ترقد روح سمر نديم مع والدها الذي يصارع المرض في العناية المركزة. الرجل الذي كان ظهرها وسندها، أصبح عاجزًا، وهي لا تملك سوى الدعاء ودموع الرجاء. ورغم كل هذا الألم، قررت سمر أن تكون سندًا لغيرها ممن لا سند لهم.
ثمانية نجوا من الشارع... بفضل قلبٍ لا يعرف اليأس
خلال شهرٍ واحد فقط، أنقذت سمر ثماني حالات من كبار السن والمهمشين الذين فقدوا الأمل. نقلتهم إلى دار "زهرة مصر" للكبار بلا مأوى، ليبدأوا حياة كريمة جديدة. لم تكن مجرد عملية إنقاذ، بل رسائل حب ورحمة مرسلة من قلبٍ يعرف جيدًا طعم الفقد والوجع.
شيماء... وسط القمامة والكلاب الضالة
في شارع السودان بمحافظة الجيزة، عاشت شيماء بين القمامة والكلاب الضالة. نظراتها خاوية، وكلماتها مكسورة. اقتربت منها سمر بهدوء، وبدون خوف أو نفور، عاملتها كإنسانة تستحق أن تعيش. بعد محاولات طويلة، نجحت في إقناعها بالرحيل نحو الأمان.
باتعة... خوفٌ وصراخ وأمل
باتعة كانت حالة صعبة، تعاني من مرض نفسي شديد، وكانت تصرخ عند اقتراب أي شخص منها. سمر اقتربت بصبر واحتواء، رغم الخطر، ورغم رفض "باتعة"، حتى استطاعت تهدئتها وأخذها إلى الأمان.
وردة... إنقاذ بعد زيارة الأب المريض
خرجت سمر من زيارة والدها المريض، وبدلًا من العودة للراحة، قطعت مئات الكيلومترات إلى السمبلاوين لإنقاذ "وردة" المريضة نفسيًا. رفضت وردة في البداية، لكن سمر لم تيأس حتى حملتها بسيارتها إلى دار الرعاية.
عفاف... خلف المولد الكهربائي والشتائم
كانت "عفاف" تجلس خلف مولد كهربائي، وسط الزبالة. تعاملت بعنف وشتائم مع كل من اقترب منها، لكن سمر لم تغضب، لم تتراجع. واصلت المحاولة حتى نجحت في إقناعها ومرافقتها إلى دار "زهرة مصر".
فتحية... نداء في منتصف الليل
سيدة في السبعون من عمرها، عجوز لا تملك مأوى، ولا طعام، ولا معين. عندما وصل نداء استغاثة بشأن "فتحية"، لم تنتظر سمر للصباح. قالت: "كيف أنام وهذه البركة على الرصيف؟"، وذهبت في منتصف الليل لتنقذها بنفسها.
فاطمة... المقعدة التي خافت أن تكون عبئًا
في شوارع محافظة الإسماعيلية، تعيش "فاطمة" مشلولة لا تقوى على الحركة. ظنّت أن إعاقتها عبء لا يُحتمل، فرفضت الذهاب مع سمر في البداية.
لكن بكلمات حنونة وإصرار صادق، قالت سمر: "أنا هخدمك، متخافيش"، فصعدت فاطمة السيارة وهي تبكي من شعورها بالأمان.
سامية... صرخة من السويس تهز القلب
في السويس، شاهدت سمر فيديو لـ"سامية" وهي تصرخ في الشارع بحالة هستيرية. لم تستطع النوم، قالت: "خوفت أكون اتأخرت عليها وحد يعمل فيها حاجة". ذهبت إليها فورًا، وسرعان ما تحوّل صراخ سامية إلى بكاء واحتضان، بعدما أدركت أن سمر هي الحضن الذي تفتقده منذ سنين.
ماما نادية... الخذلان باسم التبني
سيدة في منتصف الستون تبنّت فتاة وربتها وسهرت عليها، لكنها في الكِبر تُركت في الشارع بلا مأوى، بعد أن سلبتها الابنة المنزل والمعاش. سمر وجدت "ماما نادية" تعاني من جرح بالغ في قدمها، وقالت لها: "سامحيني... اتأخرت عليكي"، وناشدت الابنة في بث مباشر: "فوقي... دا اللي عملتيه هيتردّ ليكي".
في الأقسام والساعات والعرق... لا استسلام
وراء كل إنقاذ، تقف سمر بالساعات في أقسام الشرطة، تتابع المحاضر، تتحدى الروتين والقانون حتى تُؤمّن حياة إنسان. لم تكن رحلتها سهلة، لكن قلبها جعلها أقوى من كل العقبات.
سمر نديم... امرأة من نور، تمشي على الرصيف لتنقذ من نسيناهم
ثمانية أرواح، أنقذتهم امرأة واحدة، في شهر واحد، وسط أصعب أيام حياتها. لم تنقذهم بمال ولا مؤسسة، بل بيدها وقلبها. سمر نديم، ليست فقط قصة، بل قدوة ومثال حي على أن من يحمل الألم، قد يحمل معه خلاص الآخرين.