باب خير

حين سقطت دموعها في قسم الخليفة… ارتجف قلب زوجها

سمر نديم وزوجها
سمر نديم وزوجها

تحدثت سمر نديم عن يوم لن تنساه ما حييت، يوم وصفته بأنه من أصعب أيام حياتها على الإطلاق. لحظة دخولها قسم شرطة الخليفة، شعرت وكأن الأرض تسحبها للأسفل.

ارتجفت قدماها، وانهار جسدها من البكاء، لم يكن بكاءً عاديًا، بل بكاء الروح حين تُكسر أمام العلن. كانت دموعها تنهمر وهي تردد بصوت مبحوح: "إحنا فين؟ إيه اللي بيحصل فينا دا؟"

حينها التفت إليها زوجها محمد إبراهيم، وعيناه ممتلئتان بالقلق والحزن، وقال لها: "إنتِ اللي وصلتنا لكده". كلمة بدت قاسية لمن يسمعها من بعيد، لكنها كانت خرجت منه غصبًا عنه، نابعة من صدمته مما يراه أمامه. هو لم يقصد اللوم بقدر ما كان يعبر عن وجع قلبه، فقد كان مشهد انهيار سمر النفسي يقتله من الداخل.

يحكي محمد أنه في تلك اللحظة، كان كل تفكيره منصبًا على حالتها النفسية، وكيف سيتأثر أولادهما بما يحدث. "يعني إيه ابني أو بنتي يكونوا عارفين إن ماما وبابا بيساعدوا الناس ويعملوا الخير، وفجأة يلاقوهم في القسم؟"، السؤال ظل يدور في رأسه كسكين بارد يضغط على قلبه.

كانت الصدمة أكبر من قدرتهم على الاستيعاب، فهم يعرفون أن سمر طوال حياتها لم تفعل شيئًا يخالف ضميرها أو دينها، وأنها دائمًا ما تضع رضا الله فوق أي اعتبار. لكنها في تلك اللحظة، شعرت وكأن كل ما قدمته من خير يُختبر أمام العالم.

محمد ظل يراقبها بعينين دامعتين، عاجزًا عن احتوائها كما كان يتمنى، وهو يرى المرأة التي طالما وقفت شامخة أمام المصاعب، تسقط اليوم أمامه بلا حول ولا قوة. كان المشهد أقرب لطعنة في القلب، طعنة لا يبرؤها إلا العدل والإنصاف.

في قسم الخليفة، لم يكن هناك جدران فقط، بل كانت هناك قلوب محبوسة معهما، قلوب تمتلئ بالألم، لكن ما زال فيها نور الإيمان بأن الحق لن يضيع.