باب خير

دعاء تصنع عصير المانجو… وسمر نديم تصنع حياة جديدة

دعاء
دعاء

نشرت الكاتبه سمر نديم عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فيديو مؤثّر لإحدى نزيلات دار زهرة مصر، وتدعى دعاء، وهي تقوم بإعداد عصير المانجو وتقديمه بنفسها لسيدات القصر، في مشهد بسيط ظاهريًا لكنه مليء بالدلالات الإنسانية العميقة.

دعاء ليست مجرد نزيلة في الدار، بل هي واحدة من الحالات التي تم إنقاذها من حياة التشرد والضياع، فبعد سنوات من الوحدة والانكسار، تدخلت سمر نديم، التي لا تكلّ ولا تملّ، واحتضنت دعاء ووفّرت لها المأوى في دار زهرة مصر لتبدأ رحلة التعافي.

لكن رحلة الشفاء لم تكن سريعة، فقد عانت دعاء من انطوائية شديدة وحالة من الرهاب جعلتها ترفض التواصل مع من حولها، إلا أن صبر وإصرار سمر كان لهما الكلمة الأخيرة. لم تيأس، ولم تعامل دعاء كحالة أو رقم، بل كإنسانة تستحق الحنان، فكانت تقترب منها برفق، وتمنحها الوقت والمساحة حتى بدأت دعاء تنفتح تدريجيًا وتشارك في أنشطة الدار، ومن بينها هذا اليوم المميز الذي قررت فيه أن تصنع عصير المانجو وتقدّمه لغيرها من السيدات.

ما حدث ليس فقط تطورًا في حالة دعاء، بل هو انتصار للرحمة والصبر والعمل الإنساني الحقيقي.

سمر لم تكن فقط منقذة، بل كانت أمًا حين احتاجوا أمًا، وصديقة حين غاب الجميع. منحتهم شعورًا بالأمان والانتماء، حتى أصبحت هي قصة العشق التي لا تنتهي داخل الدار.

وربما ما يُقال همسًا بين نزيلات الدار هو سؤال يتردد في قلوبهن قبل ألسنتهن:
"هل لكي سرٌ مع الله يا سمر؟"