”ماما سهام”... من نجمة الشاشة إلى زاوية النسيان

في تدوينة مؤثرة نشرتها الإعلامية سمر نديم عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، سلطت الضوء على قصة إنسانية موجعة لسيدة كانت يومًا ما من رموز الإعلام المصري، قبل أن تنكسر بها الأيام وتخذلها الوجوه القريبة.
"ماما سهام"، كما وصفتها سمر، كانت مديرة بالتلفزيون المصري، صاحبة حضور وهيبة ومكانة مهنية واجتماعية مرموقة. لم تتزوج ولم تنجب، لكنها كانت السند والدعم لمن حولها. غير أن تقلبات الحياة أبت إلا أن تتركها وحيدة، بعدما تخلى عنها الجميع – من الأهل إلى الإخوة – دون سؤال أو اهتمام.
اليوم، تعيش ماما سهام في دار "زهرة مصر" للمسنين، تحاول لملمة ما تبقى من عمرها وكرامتها، في مكان يحاول أن يعوضها شيئًا من دفء العلاقات الإنسانية المفقودة. ورغم الرعاية المتوفرة، إلا أن علامات الألم تبدو واضحة على وجهها، وكأنها تحمل وجعًا أعمق مما يُرى.
سمر نديم وجهت نداءً إنسانيًا صادقًا:
"ادعوا لماما سهام بالشفاء وراحة البال… كونوا أنتم الحضن اللي غاب عنها، واذكروا دائمًا أن البرّ لا يكون فقط بالأكل والشرب، بل بالكلمة الطيبة والسؤال الدائم."
وفي ختام تدوينتها، خاطبت الوجدان بوصية تمس القلوب:
"اتقوا الله في أهاليكم، وكونوا سندًا لمن لا سند له. فالبرّ يفتح أبواب السما، وما تزرعه اليوم في أهلك… يُرد إليك غدًا."
قصة ماما سهام ليست مجرد حالة فردية، بل مرآة تعكس واقعًا صعبًا يعيشه كثيرون من كبار السن في مجتمعاتنا، في ظل غياب الاحتواء العائلي والاهتمام الإنساني. ويبقى السؤال مطروحًا: كم من "ماما سهام" تعيش بيننا دون أن نراها؟