منتجات الألبان وتأثيرها الغامض على القولون العصبي: هل تضر أم تفيد؟

يُنصح الأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية مزمنة مثل متلازمة القولون العصبي (IBS)، بالابتعاد عن منتجات الألبان، خصوصًا إذا كانوا يعانون من عدم تحمل اللاكتوز. تعتبر هذه الحالات من العوامل المسببة للألم والتغيرات في عادات التبرز، مثل الإسهال أو الإمساك أو كليهما. لذلك، يتساءل الكثيرون: هل يجب التوقف تمامًا عن تناول منتجات الألبان؟ وما هي البدائل الصحية المتاحة؟
تأثير منتجات الألبان على مرضى القولون العصبي
بحسب تقرير نشره موقع onlymyhealth، يعاني العديد من مرضى القولون العصبي من تفاقم الأعراض بعد تناول منتجات الألبان مثل الحليب والجبن، حيث يشعرون بزيادة في الانتفاخ والغازات وأحيانًا الإسهال وآلام البطن. يعود هذا في الغالب إلى عدم تحمل اللاكتوز، وهي حالة يعجز فيها الجسم عن هضم السكر الطبيعي في الألبان بسبب نقص الإنزيم المسؤول عن تحليله.
تؤكد الدراسات على العلاقة بين عدم تحمل اللاكتوز والقولون العصبي، رغم أن النتائج لا تزال غير حاسمة. ففي بعض الحالات، قد تكون أعراض القولون العصبي ناجمة عن عوامل أخرى موجودة في منتجات الألبان مثل الدهون أو البروتينات.
الحليب كامل الدسم أم قليل الدسم: أيهما أفضل لمرضى القولون العصبي؟
يعتبر الحليب كامل الدسم من المحفزات التي قد تُفاقم الأعراض لدى مرضى القولون العصبي، حيث يحتوي على نسبة عالية من الدهون التي قد تبطئ عملية الهضم وتسبب الانتفاخ والغازات. كما أن الدهون في الحليب كامل الدسم قد تُحفز الأمعاء وتؤدي إلى زيادة الانقباضات المعوية، مما يزيد من احتمالية حدوث نوبات القولون العصبي.
أما الحليب قليل الدسم، فيحتوي على نسبة دهون أقل، مما يسهل عملية الهضم ويقلل من تأثيراته السلبية على الجهاز الهضمي. لهذا السبب، يعتبر الحليب قليل الدسم خيارًا أفضل للكثير من مرضى القولون العصبي، لأنه أقل احتمالًا لإثارة الأعراض ويمكن أن يكون أكثر راحة عند تناوله.
بدائل الحليب النباتية لمرضى القولون العصبي
إذا كنت تعاني من عدم تحمل اللاكتوز أو القولون العصبي، فقد تكون البدائل النباتية للحليب هي الخيار الأنسب لك. حليب اللوز، حليب الشوفان، وحليب جوز الهند كلها خيارات رائعة تحتوي على مستويات منخفضة من الفودماب، وهي الكربوهيدرات التي قد تُسبب أعراض القولون العصبي.
تتميز هذه البدائل بأنها عادةً مُدعّمة بالفيتامينات والمعادن، مما يوفر لك الفوائد الغذائية دون مشاكل الهضم المرتبطة بالحليب. كما أن هذه الأنواع من الحليب النباتي ليست فقط صحية، بل تتميز أيضًا بتنوع النكهات والقوام، مما يجعلها لذيذة ومناسبة لجميع الأذواق.