وسط الطوب والخردة.. مأوى سيدة مشردة يكشف معاناة نفسية تحتاج لاحتواء لا مأوى فقط

في مشهد مؤثر يعكس عمق معاناة المشردين نفسيًا، نشرت سمر نديم عبر حسابها الشخصي على "فيسبوك" قصة إنسانية حقيقية لامرأة مشردة تعيش وحيدة في أحد شوارع منطقة مسطرد، وسط كومة من الطوب والخردة، ترفض مغادرة المكان أو تلقي أي نوع من المساعدة.
وكتبت نديم: "وسط الطوب والخردة.. كانت بتحاول تبني أمانها بإيديها"، مشيرة إلى أنها تحركت فور علمها باستغاثة عن وجود سيدة تعيش في ظروف غامضة وصعبة بالشارع، لتكتشف أن المرأة تعتبر ذلك المكان بيتها ومصدر رزقها، رغم خطورته وسوء أوضاعه.
وحاولت سمر إقناعها بالانتقال إلى "دار زهرة مصر" لتلقي الرعاية والإقامة في مكان آمن، لكنها قوبلت برفض قاطع من السيدة التي قالت: "أنا مرتاحة هنا.. مش هقدر أعيش في مكان مقفول".
أوضحت سمر أن السيدة لم تكن فقط بحاجة إلى طعام أو مأوى، بل إلى احتواء حقيقي، إلى حضن دافئ وكلمة طيبة، مؤكدة أنها على الأرجح تعرضت لصدمة نفسية جعلتها ترفض أي نوع من المساعدة، حتى من أشخاص يقتربون منها بنيّة صادقة.
ووجهت نديم رسالة عبر منشورها إلى الجهات المعنية، بأن هذه الحالات لا يكفيها توفير البطاطين والطعام فقط، بل تحتاج إلى تدخل نفسي متخصص، لأن معاناتهم صامتة وتعبيرهم عن الألم مختلف.
وختمت بدعاء مؤثر لكل من يعاني من ضياع داخلي قائلة: "اللهم كن عونًا لكل روح تايهة ولكل قلب موجوع... وارزقهم مَن يكون رحمة وسندًا لهم".
هذه القصة تعكس واقعًا موجعًا تعيشه العديد من الحالات المشردة في الشوارع المصرية، وتُعيد طرح السؤال: متى يتم التعامل مع التشرد باعتباره أزمة نفسية بقدر ما هو أزمة إنسانية؟





