بين نظرة ووردة... صورة واحدة خلت الناس تدعي لحب حقيقي

في عالم تتزاحم فيه الصور وتغيب فيه المشاعر الصادقة، تظل بعض القصص قادرة على إيقاظ شيء جميل بداخلنا، شيء يشبه الطمأنينة.
هكذا تمامًا تبدو حكاية سمر نديم وزوجها محمد إبراهيم، الثنائي الذي لا يُجيد التمثيل، ولا يحتاج إلى كلمات كبيرة ليُعلن الحب، فقط نظرة، لمسة، وتفاصيل صغيرة تنبض صدقًا.
سمر، الشابة الطموحة التي صنعت لنفسها مكانًا في مجال عملها، لم تكن يومًا وحدها في هذا الطريق. كان محمد دومًا هناك، خلف الكواليس، لا يطالب بالضوء، بل يكتفي أن يكون الظل الذي يمنحها الأمان. في كل نجاح لها، كان هو أول من يصفق. وفي كل لحظة تعب، كان أول من يمد يده دون أن تسأل.
وآخر صورة جمعتهما، لم تكن لقطة عابرة. التقطت في صالة سينما، حيث كانت يده تحتضن يدها، وبين أصابعهما وردة حمراء، كأنها إعلان حب جديد في كل مرة. أما عيونه، فكانت تحكي أكثر مما تستطيع الكاميرا التقاطه… نظرة عاشق لا يرى في العالم إلا هي، وكأن كل من حوله شخوص عابرة، وهي فقط الحقيقة.
هكذا يعيش محمد وسمر، لا يتحدثان كثيرًا، لأن كل شيء بينهما مفهوم دون شرح. حبّهما لا يحتاج إلى ضجة، فقط إلى لحظات صادقة، كتلك الصورة التي أصبحت حديث من يعرفهما: يدٌ تمسك يدًا، ووردة تُنبت في قلب العلاقة كل يوم جديد.
في زمن باتت فيه العلاقات مؤقتة، تبقى قصتهما شاهدًا على أن الحب الحقيقي لا يُصنع في المناسبات، بل في المواقف... في أن تكون "سندًا"، حين لا يراك أحد.